الا امي بقلم الرائعه دلال احمد الدلال


إﻻ أمي

لأول مرة منذ خمسة وعشرين عاما؟، تخرج أمي من المنزل، تجمع ملابسها في حقيبة،تخرج دون أن تنظر خلفها ،كأنها أنهت العقوبة وخرجت من سجن أبي إلى الأبد ،تحمّلت سنوات طويلة من القهر والإهانة، من أجلنا أنا وأخي، والآن المنزل صامت بدون صوتها - حتى وإن كانت تصرخ علينا عندما لا نستمع لكلامها - باردا بدون دفء مشاعرها وحنانها، أجلس وحدي منذ خرجت أشعر بالوحدة واليتم ،رجوتها أن تظل ،قالت: كبرتما وتستطيعا الإعتماد على نفسكما ؛لا يا أمي مهما كبرنا لن نستطيع الحياة بدونك ،مازلنا أطفالا، حتى وإن كنا وصلنا للدراسة الجامعية إلا أننا نعود كل يوم للبيت لنجدك في انتظارنا لنشعر بدفء البيت،أعود لأقبل يدك فتقبلي جبهتي فأضع رأسي على كتفك وأشكو، فتحلي مشكلتي ،لكن لمن تشكين أنت يا أمي ؟لمن تحكين؟ ظللت سنوات طويلة تتحملين ،هناك صوت خارج غرفتي أيكون أخي قد عاد ،فقد انتهز فرصة خروج أمي ليسهر مع أصحابه ،لكن هناك صوت أنثى تضحك وهذا صوت أبي، هل انتهز فرصةغياب أمي وأحضر امرأة غيرها؟ ضحكات المرأة تتعالى وضخكات أبي وصوته بدا واضحا وكأنه يدللها ،لابد أن أخرج لأعرف من تلك المرأة التي احتلت مكان أمي ،خرجت من حجرتي واقتحمت باب غرفة أبي بتهكم فإذا بي أجده يقبل يد أمي ويعتذر لها ،ابتسمت واعتذرت وقلت: "حمد الله على السلامة يا ماما نورتي البيت "خرجت وأغلقت الباب خلفي.

دﻻل أحمد الدﻻل
شاهد المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.